إنّ هندسة الطرق تعد من العلوم الهندسيّة القديمة؛ إذ إنّ بداية ظهورها يعود لعصر الحُكم الرومانيّ، فاهتم الرومان بعمليّات الإنشاء الهندسية للطرق التي تربط بين مدنهم، حتى يسهل على الأحصنة والعرابات التحرك عن طريق جعل الطرق ممهّدة أكثر، وظلت الطرق الترابيّة تستخدم لوقت طويل، حتى تم استبدالها بالطرق الحجريّة، والتي كانت أكثر فائدة من الطرق الترابيّة، ولكنها لم توفّر كافة المميزات المناسبة للنقل، وخصوصاً لسهولة الانزلاق أثناء السير عليها. يعود ظهور الطرق الإسفلتيّة الحديثة إلى الفترة الممتدة بين نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين؛ إذ مع ظهور الثورة الصناعيّة في أوروبا صارت الاهتمامات الهندسيّة في هندسة الطرق أكثر انتشاراً، وهذا ما أدى إلى استخدام الحصى، والإسفلت لإنشاء الطرق، وذلك لأنها أقل عرضة للانزلاقات، وخصوصاً أثناء فصل الشتاء، مما ساهم في جعل السير عليها يمتاز بالأمان، وفي عام 1930م تم إعداد أول بحث متخصص بدراسة هندسة الطرق في المملكة المتحدة، وكان يهدف بشكل رئيسيّ إلى إنشاء الربط بين المدن البريطانيّة بالاعتماد على الطرق الممتدة بينها، وهكذا انتقلت هذه الأفكار الهندسيّة إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة، ومن ثم انتشرت في كافة أنحاء العالم. التخطيط لهندسة الطرق إن التخطيط لهندسة الطرق يعتمد على دراسة مجموعة من العوامل المهمة التالية: التخطيط المالي هو الذي يهتم بوضع المخططات المرتبطة بالمصاريف الماليّة، التي سيتم اعتمادها من أجل إنشاء أو صيانة الطرق، ويعتمد هذا العامل على التعاون بين المحلل الماليّ والاقتصادي والمهندس على وضع الأساسات العامة لتنفيذ المشروع بناءً على المبلغ الماليّ المتاح لذلك، وهكذا يتم إنشاء أو صيانة الطريق بشكل مناسب، مع المحافظة على استغلال الموارد الماليّة بطريقة صحيحة. تقييم الأثر البيئي هو الاهتمام بدراسة مدى التأثير البيئيّ المترتب على إنشاء الطريق في منطقة ما، فمثلاً: عند وضع المخططات الهندسية للطرق، من الواجب على المهندس تجنّب إنشاء الطرق في الأراضي المتاحة للزراعة، أو التي تحتوي على الموارد الطبيعيّة كالمياه الجوفية؛ لأن إنشاء الطرق في هذه الأماكن يؤدي إلى التسبب بضرر كبير للغطاء الزراعيّ، والبيئيّ فيها. درجة الأمان هي التي تهتم بقياس ودراسة مدى توفير درجات الأمان المناسبة التي يجب أن تتوافر في الطريق، فمن المهم أن يكون طريقاً مستوياً، وبعيداً عن وجود أي عوائق تمنع من حركة السير عليه، كما من الواجب على مهندس الطرق التأكّد من أن المنطقة الجغرافيّة التي يمتد فيها الطريق تتناسب مع العوامل الإنشائيّة، والمخططات الهندسيّة، حتى يتم الوصول إلى تحقيق النتائج المطلوبة بشكل صحيح
الأربعاء، 20 سبتمبر 2017
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق